عقد المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية اجتماعه الدوري يوم الاثنين فاتح دجنبر 2014، حيث خصص الجزء الأكبر من أشغاله لمواصلة تدارس تداعيات كارثة الفيضانات التي عرفتها بعض المناطق الجنوبية من البلاد، وما نجم عنها من خسائر في الأرواح والتجهيزات العمومية والممتلكات الخاصة.
وإذ يجدد المكتب السياسي تعازيه ومواساته لعائلات الضحايا، ويعرب عن تضامنه مع ساكنة المناطق المنكوبة، فإنه يثمن الجهود والتدخلات التي بذلتها مختلف السلطات العمومية المعنية، وما تم تعبئته من وسائل وإمكانيات لإنقاذ الأرواح وإسعاف المصابين وإيواء الأسر المتضررة وتمكينها من حاجياتها الضرورية من المؤن. كما ينوه المكتب السياسي بالتعبئة التي أبان عنها النسيج الجمعوي بالمناطق المتضررة، وبالروح الوطنية العالية التي تحلى بها العديد من المواطنات والمواطنين الذين لم يترددوا في تقديم يد العون للسلطات العمومية إسهاما في جهود الإنقاذ.
ويتوجه المكتب السياسي أيضا بتحية حارة لكل الرفيقات والرفاق، ولكافة تنظيمات الحزب بالمناطق التي شهدت هذه الفيضانات، على ما تم القيام به من أعمال، وعلى تواجدهم المستمر بالقرب من الساكنة المتضررة، قصد تقديم كل أنواع المساعدة المتاحة لتمكين المواطنات والمواطنين المعنيين من تجاوزالتداعيات السلبية لهذه الكارثة الطبيعية، ويدعوهم إلى مواصلة اتخاذ كل المبادرات في إطار الحرص على أداء واجب الوقوف إلى جانب المواطنات والمواطنين في هذه المحنة، وتخفيف الأعباء عنهم، وتكثيف الدعم لهم.
كما يدعو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية مختلف السلطات العمومية المعنية إلى مواصلة التعبئة، والإسراع بتفعيل وتنظيم كل آليات التضامن الوطني، والعمل على بلورة برنامج استعجالي للتدخل قصد إصلاح ما يتعين إصلاحه، وجعل هذه الكارثة الطبيعية منطلقا لإعادة الاعتبار للمناطق المتضررة على أساس تصور شمولي قائم على عدالة مجالية حقيقية، بما يجعلها ترقى إلى الدرجة المتقدمة التي أصبحت عليها العديد من الجهات على مستوى التجهيزات العمومية والبنيات التحتية الأساسية.
وعلى صعيد آخر، يعبر المكتب السياسي عن اعتزازه باحتضان بلادنا للدورة الثانية للمنتدى العالمي لحقوق الإنسان، باعتباره أعلى محفل حقوقي عالمي يجمع المدافعين عن حقوق الإنسان من مختلف بقاع العالم. كما يثمن دور المغرب، ملكا وحكومة ومجتمعا مدنيا، في إنجاح هذه الدورة، ويعتبر ذلك مكسبا كبيرا للشعب المغربي الذي قطع أشواطا هامة جدا بانفتاح وإصرار، على درب تجذير دولة القانون والمؤسسات الحامية لكل الحريات وحقوق الإنسان.
وإذ يعرب المكتب السياسي عن يقينه بأن طابع المغرب، كبلد معروف بعزيمة قواه الحية في ترسيخ قيم حقوق الإنسان النبيلة، قد كان له الدور الحاسم في تمكنه من تنظيم محكم لتظاهرة دولية متميزة وإنجاحها نجاحا باهرا، فإنه يؤكد على أن نجاح المنتدى الثاني لحقوق الإنسان فوق أرض المغرب يحمل بلادنا مسؤولية الاستمرار، دون هوادة، في تشييد صرح دولة القانون ومجتمع العدالة الاجتماعية.
إثر ذلك، تطرق المكتب السياسي لجملة ملفات تنظيمية تهم حياة الحزب، حيث شرع في التحضير للدورة المقبلة لاجتماع اللجنة المركزية المقرر التئامها في نهاية شهر دجنبر الجاري.
كما استمع إلى تقرير حول سير التحضير للمؤتمر الوطني المقبل لمنظمة الشبيبة الاشتراكية، وتشكيل وفد المكتب السياسي الذي سيؤطر المنتدى الجهوي الأول الذي سينعقد على مستوى جهة الرباط سلا زمور زعير يوم السبت المقبل بمدينة الرباط.
واتخذ المكتب السياسي، أيضا، التدابير اللازمة لتنظيم أربعينية الرفيق محمد ولد بابا رحمه الله، وذلك يوم السبت القادم (6 دجنبر 2014) بمدينة برشيد.