تصريح الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية على إثر التصريحات المٌدانة التي أدلى بها وزير الخارجية الجزائري
على إثر ما أقدم عليه من يٌفترض فيه ان يكون رئيس ديبلوماسية الجزائر، وما أطلقه من كلام هو أقرب إلى الهَذَيان منه إلى التصريحات، وما حَمَله ذلك من افتراء أعمى ومن إساءة غير مسبوقة، ومن تهم رخيصة، ومن كلام غارق في الطفولية بعيد كل البعد عن أدنى درجات المسؤولية.
فإني أعرب، باسمي شخصيا وباسم كافة مناضلات ومناضلي حزب التقدم والاشتراكية، عن شجبي وإدانتي، بأقصى ما يمكن من تعابير، للسلوك المذكور، الذي لا ينم فقط عن الجهل التام بميكانيزمات وأنظمة ومعايير عمل المؤسسات التي تجرأ على ذكرها، بل يدل أيضا على درجات متقدمة من الحقد الدفين تجاه ما حققته، وتحققه، بلادنا من مكتسبات على جميع الأصعدة، لا سيما في ما يتصل بجهودها لتعزيز أواصر التعاون المثمر مع كافة بلدان قارتنا الإفريقية.
وهو التعاون الذي لي اليقين أنه ينبني على أسس متينة وشراكة حقيقية لن تتمكن سلوكات حاقدة ويائسة من المساس بمصداقيتها أو بمستقبلها الواعد وبآفاقها الرحبة.
وبالمناسبة، فإنه من الضروري أن أوكد على أن التزام المغرب ، الذي يرعاه جلالة الملك ايده الله، مع إفريقيا وبقضايا إفريقيا، لا يتعلق بمكسب ضيق أو بحساب سياسي محدود، بل برؤية عميقة واضحة وبإرادة فاعلة تتأسس، من بين ما تتأسس عليه، على إيمان الدول والشعوب الإفريقية بمصيرها المشترك وبقدرتها الجماعية على مجابهة التحديات كجسد واحد متضامن.
وإنني، إذ أدين ما تفوه به وزير الخارجية الجزائري من افتراءات باطلة، فإني أسجل أن سلوكه أتى متزامنا مع الجولة الإقليمية التي يقوم بها المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، وكذا مع التحضيرات لقمة الاتحاد الأوربي وإفريقيا، مما يجعلنا أمام وضع صار معتادا، يتجند فيه خصوم بلادنا من خلال محاولات يائسة، لم ولن تأتي ما يسعون إليه من مآرب مقيتة، حيث يظل عزمنا على السير قدما نحو بناء مغرب متقدم مزدهر وديموقراطي، وسيظل إجماعنا الوطني في إطار الجبهة الداخلية المتماسكة، صخرة تتحطم عليها كل مناورات واحقاد أعداء بلادنا.