سعاد الزيدي تدعو إلى سن سياسة تواصلية قوية وتشاركية جديدة تجاه مغاربة العالم، لضمان الحلول الناجعة لمشاكلهم
في تصريح أدلت به للجريدة، على هامش تدخلها في الميزانية الفرعية للوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة.
صرحت النائبة سعاد الزيدي، عن المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية بمجلس النواب للجريدة، على هامش تدخلها يوم 12 نونبر2018، خلال مناقشة الميزانية الفرعية للوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، برسم مشروع القانون المالي لسنة 2019، أنها أبرزت خلال تدخلها، مدى تزايد عدد مغاربة العالم بشكل ملحوظ خلال 10 و15 سنوات الأخيرة، والذي أوضحت أنه يقدر حاليا ب 5 مليون شخص، يشكل الشباب نسبة كبيرة منهم، وضمنهم نسبة مهمة ممن ازدادوا بالخارج، كما تتشكل هذه النسبة من الجنسين معا.
وأشارت سعاد الزيدي في تصريحها إلى أنها تطرقت في معرض تدخلها الى أن ما يميز أفرد مغاربة العالم هو كونهم منتشرين ومتواجدين على مستوى أزيد من 100 دولة بالقارات الخمس بالرغم من تمركزهم القوي في أوروبا، مضيفة أن هذه الفئة أبانت عن قدرة كبيرة في الاندماج مع مجتمعات الإقامة، كما عرفت تحولا نوعيا خلال السنوات الماضية، إذ أصبحت ظاهرة الهجرة تشمل أيضا المغاربة من ذوي الكفاءات في ميادين مختلفة، مشددة على أنها أبرزت الحاجة إلى الادراك اليوم، بوجود فئات تعيش في أوضاع اجتماعية واقتصادية هشة وصعبة ببلدان المهجر، في ظل التقلبات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعرفها بعض هذه الدول،مشيرة من جهة أخرى، الى المساهمة القوية لمغاربة العالم في الاقتصاد الوطني وتدعيمه من خلال تحويلاتها المالية و استثماراتها، وكذلك من خلال لعبها لدورها الدبلوماسي غير الرسمي ببلدان الإقامة، مضيفة أن عدة تحولات كبيرة تعرفها الجالية المغربية اليوم، ساهمت بأثرها الفعال في بروز أجيال جديدة تضم كفاءات عالية ومتنوعة ذات مطالب واهتمامات مختلفة،فضلا عن تحقيق هذه الأجيال للاندماج الايجابي والتعايش في مجتمعات الإقامة،وحرصها على الارتباط بوطنها الأم، والمحافظة على الهوية الوطنية في أبعادها الثقافية والدينية واللغوية،مشددة على الحاجة الضرورية إلى نهج سياسة تواصلية قوية وتشاركية جديدة لفتح آفاق واعدة امام مغاربة العالم، لجعلهم على اطلاع دائم بالمستجدات التي يعرفها المغرب على جميع الأصعدة.
واستطردت سعاد الزيدي في تصريحها للجريدة، مؤكدة على أنها ركزت في تدخلها على المشاكل التي تعترض مغاربة العالم في الوقت الحالي، سواء تلك المرتبطة بالوطن الأم أو ببلدان الإقامة،ومنها الملفات ذات الطبيعة العدلية والقضائية والشكايات الموضوعة من طرفهم في قضايا متعددة ، إضافة الى ما يرتبط كذلك بتحسين جودة الخدمات الإدارية، ومتاعب السفر وصعوبات العبور في ظروف قاسية أحيانا، وخاصة بالنسبة للأطفال والشيوخ والنساء الحوامل، كما هو الحال في الفترة الصيفية الأخيرة للسنة الحالية. مشيرة الى أنها دعت أيضا في تدخلها الى ضرورة الأخذ بعين الاعتبار، لمدى تزايد توافد أفراد مغاربة العالم إلى وطنهم، سنة بعد سنة، مما يفرض اتخاذ إجراءات ولو بصفة استثنائية في مثل هذه المناسبات، من قبيل التعاقد المؤقت مع شركات النقل البحري لتأمين نقلهم في ظروف جيدة، وضمان انسيابية مرنة للمهاجرين ولسياراتهم وأمتعتهم، والتفكير كذلك في تقوية وتعزيز نقط المراقبة والتفتيش سواء بالنسبة للأمن أو للجمارك في مثل هذه المناسبات، وكذا إحداث فضاءات وباحات إضافية للاستراحة داخل أروقة الموانئ وتوفير الخدمات الاجتماعية البسيطة داخلها، من قبيل الإسعافات الطبية، والتغذية والترفيه،وغيرها من الخدمات الأولية البسيطة.
كما شددت النائبة سعاد الزيدي على أنها طالبت في تدخلها ، بضرورة الارتقاء أكثر بأداء الإدارة القنصلية، والرفع من جودة الخدمات وظروف الاستقبال، وتمكينها من الوسائل المادية والبشرية على مستوى بلدان المهجر، وتعزيز وتقوية المصالح الاجتماعية للمراكز القنصلية، وحل المشاكل القانونية والصعوبات المسطرية المرتبطة بالزواج والطلاق والحالة المدنية وقانون الجنسية، وغيرها من التعقيدات الأخرى، مضيفة أنها أثارت أيضا الظاهرة الجديدة ، المرتبطة بتزايد هجرة الكفاءات في الوقت الذي تراجعت فيه الهجرة السرية نسبيا ، مما يطرح على الدولة تقول الزيدي مسؤوليات مضاعفة من أجل تطوير أدوات وأساليب مصاحبة جميع فئات أفراد مغاربة العالم، داعية الى ضرورة مضاعفة هذا المجهود وسريانه أيضا على كل الافراد الذين يعيشون أوضاعا صعبة، وحماية كافة مصالحهم، وتمكينهم جميعا من ممارسة حقوقهم المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتفاعل الناجع مع متطلباتهم الإدارية والاجتماعية وحاجياتهم الثقافية، وتوفير الشروط الملائمة لإشراك الطاقات التي يزخر بها مغاربة العالم في تنمية الاقتصاد الوطني.
محمد بن اسعيد – مجلس النواب