ترأست السيدة شرفات أفيلال، كاتبة الدولة المكلفة بالماء، اليوم، أشغال المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي لسبو برسم سنة 2017. وقد خصص هذا الاجتماع الذي عرف حضور السيد والي جهة فاس- مكناس-عامل إقليم فاس والسيد عامل إقليم تاونات ؛ لتقديم ومناقشة ميزانية وبرنامج الوكالة برسم سنة 2018، كما شكل مناسبة للاطلاع على الحالة الهيدرولوجية بالجهة وكذا الوقوف على أوضاع قطاع الماء بها.
وفي كلمتها بالمناسبة، أوضحت السيدة كاتبة الدولة المكلفة بالماء أن بعض المناطق ببلادنا شهدت، خلال الصيف الفارط، نقصا في الموارد المائية، خاصة المناطق القروية والجبلية التي تعتمد على مصادر مائية تتسم بالهشاشة. حيث أفادت أن هذا الوضع نتج عن التأخر والانخفاض الملحوظ في التساقطات المطرية خاصة خلال الثلاث سنوات الأخيرة، بالإضافة إلى الاستغلال المفرط لموارد المائية المتاحة. كما أعقبت أن هذا الوضع انعكس سلباً على المخزون المائي الإجمالي بحقينات السدود، حيث بلغ حوالي 5.3 مليار متر مكعب، أي ما يعادل 35 % كنسبة ملء إجمالي مقابل 52.2 % سجلت في نفس التاريخ من السنة الماضية، مع تسجيل بعض التفاوتات بين الأحواض.
وفي هذا الشأن، أضافت السيدة كاتبة الدولة مؤكدة: “تعمل الحكومة حاليا، في إطار تشاركي، على إعداد برنامج الإجراءات ذات الأولوية لضمان التزويد بالماء الصالح للشرب ومياه السقي. هذا البرنامج يضم شطرا استعجاليا يقدم حلولا آنية لمواجهة الخصاص في الماء وتفادي حدوث اضطرابات في التزويد في حالة استمرار تأخر التساقطات المطرية، كما يضم شطرا لتسريع الاستثمارات في قطاع الماء، عبر تقديم حلول مبتكرة وهيكلية، بهدف تعزيز إمدادات مياه الشرب والسقي في أفق 2025 بكل أحواض المملكة”.
في ما يخص الحوض المائي لسبو، الذي يمتد على مساحة 40.000 كلم2، فهو من أهم الأحواض المائية بالمغرب، لتوفره على 30 % من مجموع الموارد المائية السطحية الوطنية وكذا 25% من الرصيد المائي الجوفي. وبالرغم من أن الحصة الفردية من الماء بهذا الحوض تقدر حاليا بِ 1067 م3 في السنة، إلا أنها مرشحة للانخفاض بفعل الارتفاع المرتقب للحاجيات المائية. وفي هذا الصدد، أشارت السيدة شرفات أفيلال إلى أن هذا الحوض وعلى غرار باقي مناطق المملكة، شهد عجزا ملحوظا على مستوى التساقطات المطرية بلغ هذه السنة أكثر من 20% مقارنة بالمعدل العادي، مما أثر على الواردات المائية على مستوى سدود الحوض التي شهدت بدورها نقصا بلغ 60%؛ كما كان لهذا الوضع أثر سلبي على مستوى الطبقات المائية الجوفية، خاصة طبقة فاس- مكناس.
ومن أجل مواكبة هذه الوضعية تعمل كتابة الدولة المكلفة بالماء بكل حزم على مواصلة تفعيل كل الأوراش المتعلقة بقطاع الماء بحوض سبو وبتعاون مع كل الأطراف المعنية، بهدف تنمية الموارد المائية والحفاظ عليها وكذا ضمان تدبيرها بصفة معقلنة. ففي هذا الإطار، تطرقت السيدة شرفات أفيلال لمجهودات كتابة الدولة المكلفة بالماء المتواصلة لضمان تزويد المواطنات والمواطنين بالماء، في ظروف جيدة، ولتطوير السقي بالمنطقة، حيث أبرزت أنه يتم حاليا تعزيز المنظومة المائية بهذا الحوض بمواصلة إنجاز السدين الكبيرين “ولجة السلطان” و”أمداز”، اللذان سيمكنان من تحقيق عدة أهداف، من بينها توفير موارد مائية إضافية لمواصلة تطوير الفلاحة المسقية، خاصة بسهل سايس، و تخفيف الضغط على الفرشة المائية فاس-مكناس.
تاونات 29 دجنبر2017