جدلية الوفاء والتجديد من المباديء الاساسية للحزب الذي سيظل معبئا لخدمة البلاد من كل المواقع النضالية التي يتواجد بها
في اطار التفاعل الايجابي مع مقررات الدورة 13 للجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية المنعقدة يوم السبت 14 دجنبر 2013، وتنزيلا لمقرراتها الداعية لعقد لقاءات المجالس الاقليمية في إطار برنامج وطني سطره المكتب السياسي، ترأس الرفيق محمد بونقوب الكاتب الأول للفرع الإقليم بطنجة اجتماع المجلس الإقليمي الذي أشرف عليه الرفيق مصطفى عديشان عضو المكتب السياسي
وبحكم تزامن فترة عقد هذا الاجتماع مع حلول الذكرى السبعين التي ما يزال التقدم والاشتراكية يعيش على ايقاعها، باعتباره الوريث الشرعي للحزب الشيوعي الذي تأسس سنة 1943، قال عديشان بأن الحزب يسعى إلى ربط أمجاد ماضيه بحلقات البناء النضالي الحالي، واستشراف المستقبل، في أفق الإسهام في بناء مغرب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والرفاهية الاقتصادية، مفتخرا بكون الحزب كان أول حزب يرفع لواء الفكر الاشتراكي بالمغرب، إذ اجتهد القادة المغاربة الراحلين: علي يعته، عبد السلام بورقية وعبد الله العياشي، وبعدهم عزيز بلال وعبد الهادي مسواك وشمعون ليفي وشعيب الريفي وغيرهم ممن ، على إدماج مفهوم متطور للاشتراكية المغربية المنبثقة من محيطها الثقافي المغربي كبلد عربي أمازيغي يدين جل مواطنيه بالإسلام، مفهوم قائم على جدلية الوفاء والتجديد، وهي الجدلية التي ظل الحزب متشبثا بها إلى اليوم باعتبارها المدخل المنهجي القويم لتدبير الشأن الايديولوجي والسياسي والتنظيمي بما يجعل الحزب قادرا على أن يحتل، عن جدارة واستحقاق، موقعه كاملا في الفضاء الاجتماعي والسياسي الوطني.
ولم يكن الأمر سهلا في مجتمعنا، فقد ظل الحزب قائما وما يزال رغم المضايقات والقمع والاعتقالات، ويظل فخورًا بكون التاريخ أنصفه وأتى بالحجة والبرهان على أنه كان موفقا في مواقفه ومعاركه، وبأن الخصوم هم الذين كانوا على خطأ.
إن حزب التقدم والاشتراكية ، يضيف مصطفى عديشان ، الذي بنته أجيال وأجيال من المناضلات والمناضلين على امتداد 70 سنة من الكفاح الصارم دفاعا عن القضايا الكبرى للوطن والشعب، هو نفس الحزب الحالي بنفس التوجهات وبنفس الالتزامات ونفس المصداقية، لا تزيده الأيام إلا مزيدًا من التجذر والنضج، إنه نفس الحزب سواء كان في المعارضة – وقد جرب ما تقدمه له من صلابة- أو في الحكومة- وقد جرب ما تقدمه له من تجربة – وفي كلتى الحالتين، ما تحمله وضعية المعارضة وممارسة السلطة من محن ومعاناة، يتعين على الحزب أن يظل هو هو في كل ما تفرزه من مميزات، من هنا دعا العضو القيادي مناضلات ومناضلي الحزب إلى التعبئة والانصهار وسط المجتمع والإنصات لأنينه .
وعلاقة بموضوع العمل الحكومي، قال عديشان أن وزراء الحزب ما فتئوا يطالبون بتسريع الوتيرة ، انسجاما مع بلاغات الديوان السياسي التي تتطرق إلى ما تتطلبه الظرفية الدقيقة من ضرورة الإقدام باستعجال، على اتخاذ مبادرات سياسية قوية وجريئة محملة باشارات دالة، تسمح بتحويل مضامين الجيل الجديد من الإصلاحات، إلى أجندة مضبوطة، وإجراءات ملموسة، وتدابير محددة، تنعكس إيجابا على الحياة السياسية والمؤسساتية، وعلى المعيش اليومي للمواطنين في مختلف المجالات، وتفتح أمامهم آفاق الثقة في المستقبل، إصلاحات في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، من شأنها أن تعطي نفسا جديدا للإنجازات التي تحققت في العقد الأخير، بل هي المدخل الأساس الذي يسمح للمغرب بمعالجة جذرية لمسألة التنمية الاقتصادية، عبر سياسة شمولية ومندمجة توفر شروط الالتقائية والتكامل بين مختلف الاستراتيجيات القطاعية، وتسمح بتحقيق وتيرة نمو قوية ومستدامة، تستفيد من ثمارها بشكل عادل ومنصف، كل جهات البلاد ومختلف فئات المواطنين، وتمكن فعلا من محاربة مظاهر الإقصاء والتهميش والفقر والجهل التي ترزح تحت نيرها فئات واسعة من جماهير شعبنا، واجتثات تجليات إقتصاد الريع، ومحاربة الفساد والرشوة، عبر تقوية أسس دولة القانون في المجال الاقتصادي، وإصلاح القضاء والإدارة، والتصدي لبعض القضايا الاجتماعية الأساسية، ومنها بالخصوص النهوض بالأوضاع في قطاعي التعليم والصحة، والاستجابة إلى الخصاص في مجال السكن الاجتماعي، ومواصلة سياسة فك العزلة، وتوفير التجهيزات والخدمات الاساسية في المغرب العميق والمناطق النائية القروية والجبلية وأحواز الحواضر الكبرى، حيث يسود الإحساس بانسداد الآفاق وفقدان الأمل في المستقبل.
واستعرض عديشان جملة من القضايا التنظيمية المرتبطة بأجندة التحضير للمؤتمر الوطني التاسع المزمع عقده في بحر السنة الجارية .
تجدر الإشارة ،إلى أن المجلس الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بطنجة المنعقد صباح الأحد 2 فبراير 2014 عرف حضورا مكثفا لأعضاء المجلس الإقليمي،، وحضور لافت لعدد من الرفيقات اللواتي صمدن طيلة زمان اللقاء الذي قارب 3 ساعات ، استمع فيه الجميع وتفاعل ايجابا مع كل المداخلات التي قاربت كل المستجدات السياسية والحزبية، والقضايا المحلية الشائكة وكيفية التعاطي معها ، وذلك في إطار التعبئة الوطنية لانجاح محطة المؤتمر المقبل .