عقد المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية اجتماعه الدوري يوم الاثنين 30 يناير 2017، حيث سجل، في البداية، اعتزازه الكبير بمصادقة القمة الإفريقية الثامنة والعشرين، المنعقدة يومه بأديس أبابا، على طلب عودة بلادنا إلى الاتحاد الإفريقي، بعدما حاز على دعم وترحيب الغالبية العظمى من دول القارة، مما يؤكد الانتصار الساطع لبلدنا في هذه اللحظة الهامة ضمن مسار معركته المشروعة والمتواصلة لتوطيد حقوقه وتحصين وحدته الترابية.
وإذ يتوقف المكتب السياسي عند هذه المحطة التاريخية الفارقة، فإنه يعبر عن تثمينه العالي لجميع الخطوات الجبارة والمبادرات المقدامة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله تجاه بلدان قارتنا الإفريقية، والتي حظيت، وتحظى، بتقدير منقطع النظير لدى القارة الإفريقية، منبعه الالتزام الصادق لبلدنا بعقد شراكات قوية في كافة المجالات والميادين مع مكونات عمقه القاري، ما جعله يكرس سمعته ويرتقي بمكانته المتميزة في الساحة الإفريقية، لاسيما من خلال تجسيده العملي للنموذج الجاد الذي يسعى، بكل عزم ومسؤولية، نحو بناء صرح قاري مشترك قوي يحظى بفرص كاملة للتنمية، وتسوده الكرامة الإنسانية والوحدة والأخوة والتضامن والتعاون والاندماج والتكامل، وله القدرة الكافية واللازمة على مواجهة تحديات الحاضر والمستقبل.
وبهذه المناسبة، جدد المكتب السياسي تأكيده على الأهمية البالغة التي يكتسيها استمرار بلادنا في تمتين الجبهة الداخلية، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، وكذا مواصلة التعبئة الوطنية، والتحلي باليقظة الدائمة، من أجل الربح النهائي والحاسم لمعركة وحدتنا الترابية.
من جانب آخر، تطرق المكتب السياسي إلى ما تعرفه بلادنا من استمرار للمخاطر الإرهابية، ويتوجه بتهنئته وتحيته للمصالح الأمنية الوطنية على نجاحها البين في التصدي الاستباقي والناجع لكل المخططات الجبانة التي تقدم عليها التنظيمات الإرهابية من أجل محاولة المس بأمن وطمأنينة المواطنات والمواطنين وبسلامة الوطن.
وفي هذا الصدد، يدعو المكتب السياسي إلى مواصلة تكثيف الجهود الرامية إلى محاصرة الإرهاب واجتثاث جذوره، من خلال تعبئة كافة الطاقات، وتعزيز التعاون والتنسيق الدوليين، وكذا من خلال إرساء الالتقائية الضرورية، على هذا الصعيد، بين كل المقاربات الأمنية والتربوية والثقافية والاجتماعية والقانونية والسياسية وغيرها.
إثر ذلك، واصل المكتب السياسي تتبعه لتنفيذ البرنامج الحزبي المسطر، حيث تناول بالتقييم جميع الأنشطة التي بادر إلى تنظيمها الحزب خلال الأسبوع المنصرم، والمتعلقة على الخصوص بمنتدى النقاش السياسي لحزب التقدم و الاشتراكية حول ما معنى أن تكون يساريا في مغرب اليوم، والذي صادف حدث الافتتاح الرسمي لمقر الحزب بمدينة الدارالبيضاء، تحت إسم الفقيد عبدالله العياشي، وكذا ورشة : الحزب وقضايا الاقتصاد الاجتماعي و التضامني.
وإذ توقف المكتب السياسي عند النجاح النوعي للنشاطين المذكورين، سواء على مستوى الخلاصات الفكرية أو على صعيد الاقتراحات العملية، فإنه يؤكد عزمه مواصلة العمل على الانفتاح على الطاقات العاملة في مختلف الحقول المعرفية والميدانية، توخيا لإغناء تجارب الحزب وتصوراته حول القضايا المجتمعية الأساسية.
وبذات الصدد، تطرق المكتب السياسي إلى اللقاء التكويني الناجح، الذي نظمته الجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، حول كيفية إعداد برنامج عمل الجماعات، وحول تأسيس هيئة المناصفة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع الاجتماعي بالجماعات الترابية.
إثر ذلك، واصل المكتب السياسي تحضيره لانعقاد الدورة الثامنة للجنة المركزية المقرر التئامها يومي السبت والأحد 04 و05 فبراير 2017، بمدينة الرباط، حيث تناول الخطوط العريضة لمشروع التقرير التركيبي، باعتباره الوثيقة الأساسية لأشغال هذه الدورة التي ستتوزع على ثلاث ورشات عمل، من المقرر أن تتناول الأولى: إعادة تحديد دور ومهام التنظيمات الحزبية، في حين تناقش الثانية : أي فعل حزبي متلائم مع الواقع الميداني، أي أشكال للاشتغال؟ أما الورشة الثالثة فستتعرض للقدرة الاقتراحية للحزب.
كما اتخذ المكتب السياسي كافة التدابير والإجراءات الكفيلة بجعل الدورة المقبلة للجنة المركزية محطة داخلية متميزة، لاسيما من حيث تقوية الآلة الحزبية وتطوير الأدوات والأساليب النضالية، من خلال بلورة والمصادقة على خارطة طريق لعمل الحزب مستقبلا، على المديين القريب والبعيد، تكفل استمراره في الاضطلاع بمهامه وأدواره الوطنية، والارتقاء بمكانته ضمن المشهد السياسي الوطني.