عبد الله البوزيدي الإدريسي يؤكد على أن البعد الاستراتيجي للماء يفرض التخطيط له بعناية، لمعالجة نذرته
في تعقيب باسم المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية بمجلس النواب
أثناء مناقشة السؤال المتعلق بالسياسة العامة حول موضوع ” السياسة المائية”
جلسة الأسئلة الشفهية الشهرية الموجهة لرئيس الحكومة والمنعقدة بمجلس النواب يوم الإثنين 22 يوليوز2019.
السيد رئيس الحكومة المحترم،
السيدة الوزيرة والسادة الوزراء المحترمون،
السيدات والسادة النواب المحترمون،
يشرفني أن أتدخل باسم المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية في محور “السياسة العمومية في مجال الماء”، وهو موضوع يكتسي بعدا استراتيجيا، يفرض علينا التخطيط له بعناية، لمعالجة مشكل نذرة المياه، من خلال مدخلين:
المدخل الأول: ويتصل بحكامة القطاع عبر التعاطي مع مطالب المواطنين. ونتأسف هنا على محدودية التفاعل مع احتجاجات 2016 التي تكررت سنتي 2017 و2018، في الصويرة، تاونات، زاكورة وتنغير …، وهو ما يقتضي الوفاء بوعود الحكومة للمحتجين عملا بما ورد في برنامجكم الحكومي، والتي تتجلى في صياغة وتنفيذ المخطط الوطني للماء، وبناء ما بين 2 إلى خمسة سدود كبرى، وما بين 5 إلى 10 سدود صغرى ومتوسطة سنويا، وهو ما لم يتحقق.
وبموازاة مع ذلك، نتساءل عن المسؤول على تجميد مجموعة من اتفاقيات الشراكة مع الجماعات الترابية لتوفير الماء، رغم رصد الجماعات لمساهماتها المالية لتنفيذ هذه المشاريع التي كانت ستستجيب لجزء من انتظارات المواطنين؟
وفي شق الحكامة دائما، لابد من إثارة أهمية الموارد البشرية في مواكبة الإصلاحات، ونتساءل كيف يمكن للعديد من المسؤولين الذين يوجدون اليوم في حالة قلق شديد بشأن مصيرهم المهني أن يساهموا في بلورة وتنفيذ وتقييم المشاريع، لاسيما بعد إلحاق كتابة الدولة المكلفة بالماء بالوزارة الأم.
المدخل الثاني منصب على استشراف المستقبل، والغاية منه هي وضع حد لمشكل الاستنزاف المفرط للمياه الباطنية، لاسيما في حوضي سبو وسوس، والبحث عن بدائل جديدة لتحقيق الأمن المائي في ظل استنزاف الفرشات المائية وانقراض المناطق المعدة جيولوجيا لبناء منشآت مائية جديدة.
وهنا ندعوكم، السيد رئيس الحكومة إلى اعتماد تقنية تحلية مياه البحر كخيار ممكن ووحيد لضمان الأمن المائي المستقبلي للمغاربة، ويمكن هنا تسخير ما حباه الله لنا من طاقة شمسية للتحكم في تكلفة هذه التقنية، فالماء هو مصدر الصراع في المستقبل، وعلينا التأسيس لترجيح كفة هذا الصراع لفائدة بلادنا منذ هذه اللحظة.
شكرا لكم. والسلام عليكم ورحمة الله.