في تعقيب باسم المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية بمجلس النواب، أثناء الجلسة العمومية للأسئلة الشفهية الشهرية الموجهة لرئيس الحكومة حول السياسة العامة، والمنعقدة بمجلس النواب يوم الاثنين 20 يوليوز 2020.
بسم الله الرحمان الرحيم،
السيد الرئيس،
السيد رئيس الحكومة،
السيدات والسادة الوزراء،
السيدات والسادة النواب،
يعتبر موضوع إدماج الشباب في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، من المواضيع ذات الراهنية، باعتباره يهم فئة مجتمعية عريضة، لم تنل حقها من التنمية والثروة الوطنيتين، وهي الاختلالات التي أبانت عن محدودية النموذج التنموي، الذي أفرز تفاوتات اجتماعية ومجالية، لا تزال تأثيراتها تمتد إلى اليوم، والتي تؤدي ثمنها أجيال متعاقبة.
إن الشباب يعتبرون أنفسهم، هم الأكثر عرضة للإقصاء الاجتماعي والتهميش، وزادت أزمة جائحة كورونا،من حدة هذا التهميش، بحيث أن الشباب هم الأكثر تأثرا وتضررا من هذه الجائحة اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا. ويزداد الشعور بانعدام أية إمكانية للتأثير في القرارات التي تهم حاضرهم ومستقبلهم،ما يفتح المجال واسعا أمام العفوية والتعبيرات غير المؤطرة، مع ما ينطوي عليه الأمر من مخاطر على الجميع.
وما فتئ جلالة الملك محمد السادس نصره الله، يؤكد على ضرورة إرساء استراتيجية مندمجة للشباب، من شأنها تلبية تطلعات الشباب المغربي في مختلف المجالات، لكن الحكومة، مع الأسف، لم تبادر إلى حد الآن بأي إجراءات ملموسة، من شأنها إرجاع الثقة لهذه الفئة، وهو ما نقف عليه عن قرب، من خلال لقاءاتنا وتتبعنا اليومي لقضايا وهموم شباب الإقليم الذي أتشرف بتمثيله خاصة إقليم بنسليمان، الذي يعاني من
غياب برامج نوعية ومندمجة، تلبي تطلعات وانتظارات شبابه، شأنه في ذلك، شأن شباب مختلف المجالات الترابية ببلادنا.
هذه المناسبة، السيد رئيس الحكومة، نود من خلالها إثارة انتباهكم -وهنا السيد رئيس الحكومة، كنفتح القوس، لأنه كان توقع واحد البروتوكول. السيد رئيس الحكومة، الله إخليك بغيتك تبع معايا غير هاد النقطة، أن كان توقع واحد البروتوكول في سنة 2015، ما بين الحكومة المغربية ومؤسسة تحدي الألفية هي -MCC-بشأن إحداث واحد مناطق صناعية، وتم الاختيار واحد جوج المناطق يعني في المغرب، كاين من بينها منطقة “واد الشراط”، وحد السوالم”. هذه كانت هي أهم المناطق المؤهلة لاحتضان هذه المشاريع يعني على واحد المساحة ديال 25 هكتارا. اذن هاد المشروع، كنطلب منكم السيد رئيس الحكومة، أنكم تسهرو عليه، لأن هاد المشروع فهو مشروع ديال الجهة، إلى أن أقول أنه مشروع ديال الإقليم، وخاصة إقليم بنسليمان، اللي فيه 15 جماعة -إذن مع الأسف، لا يزال هذا المشروع لم يرى النور، بسبب تأخر الدراسات – غير هاد الدراسات السيد رئيس الحكومة المحترم، يعني استغرقت أكثر من 6 سنوات -، وهو ما ستكون له انعكاسات على توفير المئات من فرص الشغل. ونتمنى السيد رئيس الحكومة، أن يحظى هذا المشروع بدعمكم وإخراجه إلى حيز الوجود، في أقرب وقت ممكن.
السيد رئيس الحكومة،
إن البطالة اليوم، قنبلة موقوتة ومسألة يجب أن تؤخذ على محمل الجد، بحيث أن الأرقام الرسمية مخيفة، وتعتبر سببا رئيسيا للقلق الاجتماعي الذي ينمي مشاعر الإحباط والاستياء في بلادنا. وتزداد هذه المظاهر بشكل أعمق في العالم القروي بالمناطق الجبلية، بحيث يواجه الشباب القروي مختلف الصعوبات في الولوج إلى الخدمات الرئيسية وإلى سوق الشغل.
فالرهان اليوم، موكول إلى الدفاع عن المدرسة العمومية وعن جودة التكوين على سائر أفراد المجتمع،وتكوين مهني بتخصصات مسايرة للعصر ومنتجة لفرص للشغل، وتكافؤ الفرص بغض النظر عن الأصول الاجتماعية، وتوسيع هامش الحرية للشباب، في المجالات الثقافية والإبداعية، وفي المبادرة الذاتية وخلق المقاولة، وغيرها من المجالات المختلفة.
إن تخصيص جزء من المال العام لفئة الشباب ليس ترفا، بل ضرورة تفرضها الحاجة إلى الاستثمار في مواطن الغد، والتجارب الدولية اليوم، تثبت فعالية هذا الاختيار، الذي بكل تأكيد سيكون له انعكاس على التنمية في بلادنا.
والسلام عليكم.
محمد بنسعيد