المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية، تطلب عقد اجتماع طارئ للجنة القطاعات الإنتاجية، لدراسة التوتر الاجتماعي الذي تعيشه شركة الخطوط الملكية المغربية، وتسائل الحكومة حول تداعيات هذا الموضوع.
طلبت المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية بمجلس النواب، في رسالة موجهة من قبل رئيستها النائبة البرلمانية عائشة لبلق، إلى رئيس لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، عقد اجتماع طارئ للجنة، بحضور وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، وكذا الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الملكية المغربية، وذلك في إطار المهام الموكولة للجنة القطاعات الإنتاجية، وطبقا لمقتضيات النظام الداخلي لمجلس النواب، لدراسة موضوع: “التوتر الاجتماعي الذي تعيشه شركة الخطوط الملكية المغربية”.
وفي السياق ذاته، وجهت النائبة البرلمانية عائشة لبلق رئيسة المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية بمجلس النواب يوم 14 شتنبر 2020، سؤالا كتابيا إلى رئيس الحكومة حول “حول ضرورات الحفاظ على الرأسمال البشري لشركة الخطوط الملكية المغربية” والسؤال نفسه، إلى كل من وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، “حول تسريح شركة الخطوط الملكية المغربية لبعض ربابنتها” ووزير الشغل والإدماج المهني “حول حماية حقوق ربابنة ومستخدمي شركة الخطوط الملكية المغربية”
وأكدت النائبة البرلمانية والرئيسة عائشة لبلق في السؤال الكتابي الموجه إلى الوزراء المشار إليهم، قولها:”كما تعلمون، أقدمت شركة الخطوط الملكية المغربية على تسريح خمسة وستين ربانا (65) من ربابنتها ضدا على إرادتهم، بمبرر سعيها لمعالجة تداعيات جائحة كوفيد 19 عليها، ورغبتها في التقليص من تحملاتها المالية في ظل الظرفية الصعبة التي تعيشها”
وأضافت عائشة لبلق في سؤالها الكتابي، أن “الجمعية المغربية لربابنة الطائرات” أبدت من خلال بلاغها المؤرخ في 31 غشت 2020 عن حسن نية عضواتها وأعضائها في الانخراط في جهود إدارة الشركة في تجاوز هذه المرحلة،من خلال قبول مبدأ تقليص الرواتب في حدود الغلاف المالي الكافي لتغطية كتلة أجور الربابنة المعنيين بالتسريح، في أفق إعادة الادماج لاحقا، وهو ما رفضته الشركة، وشرعت في تنفيذ قرارها بتسريح ربابنتها مقابل تعويضات، وهو ما سيزداد الوضع المالي للشركة تأزما”
وأشارت النائبة البرلمانية عائشة لبلق في سؤالها الكتابي، إلى أنه” من المؤسف حقا، هو أن الطيارين الذين شملهم هذا التسريح، ينتمون للجمعية المغربية لربابنة الطائرات، ويعدون من الفئة التي راكمت تجربة طويلة في الطيران المدني، إذ منهم من عمل في هذا المجال لمدة طويلة”، مشددة في السياق ذاته، على أن”تسريحهم في هذه الظروف، يعتبر هدرا للرأسمال البشري للخطوط الملكية المغربية، الذي كان دوما مصدر فخر واعتزاز للمغرب والمغاربة،وسيضعهم هذا القرار في أيدي شركات عالمية منافسة، خصوصا وأن من بينهم كفاءات لاتزال قادرة على العطاء”
وأكدت عائشة لبلق رئيسة المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية بمجلس النواب من جهة أخرى، على ضرورة طرح السؤال حول” مدى دقة القرارات التي اتخذتها الخطوط الملكية المغربية في سياق معالجتها لتداعيات كوفيد 19، وهل كان تسريح ربابنتها المكونون جيدا والمجربون طويلا قرارا سليما من الناحية الاقتصادية”؟ متسائلة عما إذا لم تكن حلول أخرى للأزمة ” غير مدخل تسريحهم باعتبارهم الحلقة الأضعف في وسائل انتاج الشركة.” مضيفة في السياق ذاته، قولها: ” إنها أسئلة مؤرقة تتطلب اليوم جوابا سياسيا من الحكومة التي تتبع هدرا خطيرا للرأسمالي البشري في النقل الجوي المغربي وفي غيرها من القطاعات، ومع الأسف، لا تبادر لاتخاذ أي اجراء للحفاظ على هذا الرأسمال مرحليا في انتظار انتهاء الأزمة الاقتصادية والمالية الراهنة، والتي ستنتهي لامحالة مهما كان وقعها قويا اليوم.”
وعلى هذا الأساس سائلت النائبة البرلمانية عائشة لبلق رئيسة المجموعة النيابية للتقدم والاشتراكية بمجلس النواب الحكومة من خلال الوزراء المشار إليهم، حول مبررات الخطوط الملكية المغربية لربابنتها،ورفضها الحوار معهم،ومناقشة العرض الاجتماعي الذي تقدموا به، وهل كان خيار التسريح خيارا سليما من الناحية الاقتصادية، وكذا التدابير التي ستتخذها الحكومة من أجل وقف هدر الرأسمال البشري لهذه الشركة الوطنية الرائدة في مجالها؟ وحماية حقوق ربابنة ومستخدمي الخطوط الملكية المغربية لربابنتها،وفتح الحوار مع تنظيماتهم المهنية في أفق إيجاد حلول أخرى لهذه الأزمة الاجتماعية غير التسريح الذي سيضر كثيرا بمستقبل الشركة الوطنية الرائدة في مجالها.